معظم اللاجئین الذین یشتركون في مبادرة "جدید في ھولندا" أتوا من سوریة. وھم من ذوي التعلیم المتوسط أو العالي وینتمون إلى الطبقة الوسطى وما فوق. تراھم وكأنھم یریدون أن یصرخوا بأعلى صوتھم بأنھم لم یأتوا إلى ھنا للتسلیة ویشعرون بأنھم طردوا من الجنة، فقد كانت حیاتھم جیدة في سوریة المرفھة ما قبل الحرب. فھم الآن قد فقدوا حیاتھم تلك وھذا شعور یؤلمھم كل یوم.
كانت حیاتنا في سوریة جیدة. بینما أنا ھنا لا أستطیع إلا شراء الملابس المستعملة لأطفالي. "كان عندي في سوریة بیت وسیارة ووظیفة وخطیبة. وكان عندي خطط لتكوین أسرة وإنجاب أطفال. ولكن خطیبتي لقت حتفھا جراء الحرب وأنا فقدت بیتي وعملي. لقد فقدت كل شيء. ھل بإمكانك أن تشعر بذلك الشعور وتتفھم إن لم تكن
قد مررت به ؟"
"أنا لست ھنا بطوع إرادتي فالحرب في بلدي أكرھتني على القدوم إلى أوروبا. أنا مشتاق إلى أھلي، إلى بیتي، إلى أصدقائي إلى كل حیاتي في سوریة. لقد اضطررت أن أترك خلفي كل ما عملت ودرست من أجل تحقیقه سنوات طویلة. نحن الآن یجب أن نبدأ من الصفر في بلد غریب ذي ثقافة مختلفة تماما ولغة مختلفة كلیا.
"أشعر بأن الغربة طاغیة. نحن ھنا لأن حیاتنا في بلدنا أصبحت مستحیلة. فحیاتنا وحیاة أطفالنا أصبحت في خطر. لقد فقدنا عدداً من أفراد عائلتنا. وتعتریني حتى الآن نوبات من الحزن جراء ذلك. في سوریة لم یكن ینقصنا شيء. كانت حیاتنا جیدة. بینما أنا ھنا لا أستطیع إلا شراء الملابس المستعملة لأطفالي. أحیانا أشعر وكأني متسول."