©
Marieke Viergever / De Correspondent
المصورة وعضوة في "المراسل "ومشتركة في مشروع" جدید في هولندا" السیدة ماریكة فیرخیفر التقطت الصورة للسوري عمر السبیبي من سكان مدینة "دنبوس" أثناء التحضیر للقاء أسرته وبعد أن التم شمله بها.
اذهب مرةً نهایة صباح یوم الجمعة لتلقي نظرةً إلى سعداء الحظ في صالة الوصول رقم( 3) في مطار سخیبهول، ستراها تعُّج بالرجال- نعم فجّلهم رجال- الذین ینتظرون بتشوق أن یلتم شملهم أخیراً مع زوجاتهم، مع أطفال أو بدون أطفال، بعد فراق دامَ في بعض الأحیان أعواماً.
بإمكانك أن تمیز الأشخاص الذین أتوا لاستقبال أسرهم بعد لم الشمل بسهولة بین الحشد الكبیر للأشخاص الذین قدموا لاستقبال ذویهم بعد قضاء الإجازة. ستراهم مرتدین أفضل ثیابهم وقد لمعوا أحذیتهم ودهنوا شعورهم وشواربهم وجمیعهم یحمل باقة ورد في قبضته وبعضهم یحمل حقیبة تسوق وضع فیها الهدایا.
بدأَ التوتر بالتصاعد، فالرحلة رقم PC475 من استنطبول قد حطت منذ نصف ساعة. تَرى بعضَ سعداء الحظ واقفین ووجوههم مبتهجة مسبقاً، بینما آخرون یتناوبون الوقوف على كلتا القدمین بتسارُعٍ ینُّ م عن توتر ملحوظ أو تراهم یمیلون مشرئبین ما أمكن فوق الخط الحاجز عند الباب السحاب الأوتوماتیكي الذي یتدفق منه المسافرون القادمون.
أحد هؤلاء السعیدي الحظ السوري عمر السبیبي من سكان مدینة دنبوس. َّ قدم عمر طلب اللجوء في هولندا في الشهر التاسع لعام 2015، وبعد أربعة أشهر حصل على إذن الإقامة المؤقتة، وبعد شهر من ذلك في شهر شباط 2016 قدم طلب لمّ الشمل لزوجته وابنته وأبنائه، وفي منتصف شهر أیلول حانت لحظة اللقاء.
بالكاد نام عمر تلك اللیلة .فما الورود التي سیختارها لزوجته سلمى؟ أنّى له أن یعرف ما الورود التي تُحبها سلمى الآن، وهو لم یرها منذ سنتین.
مع ذلك یُعد عمر ممن حالفهم الحظ، بل بإمكاننا القول إن الحظ حالفه كثیراً، فهو لا ینتظر هنا وحده، إذ تحیط به مجموعة من الأصدقاء الهولندیین: أصدقاء یسمیهم إخوتي وصدیقات یعتبرهن أخواته .هرولَ جمیعهم وراءَه عندما ه َّ ب مسرعاً إلى صالة الوصول رقم( 4) بعد أن وصلته مكالمة من ابنه الأكبر أخبره أن أفراد أسرته هناك ینتظرون قدومه دون جدوى.
أعطى الأصدقاءُ والصدیقات عمر الحریة والوقت لكي یضم زوجته وأولاده إلیه بحرارةٍ بین عربتین مُحملتین بحقائب السفر دون أن یزعجوهم باستراق النظرات، إلى أن وجهت زوجته سلمى نظراتها إلى المشجعین الهولندیین واتجهت نحوهم بخُطىً حثیثة واثقة. وهكذا التقت أسرته السوریة بأصدقائه الهولندیین.
قالت سلمى: "أشكركم جزیلاً لأنكم اعتنیتم جیداً بزوجي".