تحدث الآن أشياء لم يتصور حدوثها أحد. البقاء في المنزل، الابتعاد عن بعض متراً ونصف، لمصلحة الجميع، ولكن بالأخص لمصلحة الفئات الضعيفة. ولكن كيف تبقى في "المنزل" وكيف تخافظ على المسافة إذا كنت مضطراً للاختباء أو إذا كنت تسكن في مخيم اللاجئين موريا؟
قبل وقت ليس بالبعيد، وإن كان الآن يبدو وكأنه في حياة سابقة، انتشر حول العالم مقطع فيديو لأب سوري كان يريد حماية ابنته من الخوف بسبب القصف، فكان يطلب مها أن تضحك مع كل ضربة، على ما يسميه ألعاباً نارية. بسبب أزمة كورونا يمكننا الآن أن نفهم مشاعر الأب بشكل أفضل. النازحون يعيشون في ظروف غير إنسانية. الآن ونحن نتحسس بأنفسنا ما يعنيه أن تكون حبيس المنزل، فربما أصبح الإحساس بمعاناة الآخرين أسهل. يعيش اللاجئون طوال سنوات في حالة "إغلاق شامل"، وسط متاهة سياسية. هل يهمنا بذلك؟
للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية يدرك الهولندي من جديد ما معنى الخوف على الوجود وآليات البقاء، التي تبدأ بالاستنفار في هذه الظروف. مشاعر يعيشها النازحون في الشرق الأوسط يومياً.